حذّر خبير زراعي مصري من تأثير أزمة "الجراد" على العلاقات المصرية السودانية، متهمًا حكومة قنديل بالتقاعس عن واجبها السنوي بمكافحته في السودان ما تسبب في دخوله مصر بكثافة.
ووفق تقديرات منظمة "الفاو" الأممية، دخل مصر – مؤخرًا- ثلاثة أسراب من الجراد، يتكون السرب الواحد من 80 مليون جرادة.
وقال الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة نادر نور الدين، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن فرق مكافحة الجراد السنوية كانت تزور السودان سنويًا في موسم رحلة الجراد الذي يبدأ من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، لمكافحته داخل الأراضي السودانية، لتحقيق فائدتين، الأولى هي تشكيل حائط صد يمنع دخوله مصر، والثاني هو تقديم خدمة للأشقاء السودانيين، وهو ما لم يحدث هذا العام.
واتهم الخبير وزارة الزراعة في بلاده بـ"الإهمال" ما أثار غضبًا لدى السودانيين ظهر واضحًا في قنوات تليفزيونية سودانية، خاصة وأن ذلك تسبب في تدمير المحاصيل الزراعية بمنطقة "دنقلا" و"أبو حمد" في شمال السودان.
وتبدأ رحلة "الجراد" السنوي من "إريتريا" بمنطقة القرن الأفريقي في الجنوب الشرقي لقارة أفريقيا مرورا بالسودان، ثم يدخل مصر بدءًا من حلايب وشلاتين بالجنوب، ثم مرسى علم والغردقة ورأس غارب والسويس، ثم يعبر إلى سيناء ومنها إلى السعودية.
وأبدى الخبير الزراعي دهشته من "إهمال" وزارة الزراعة في مواجهة المشكلة، رغم التحذيرات التي أطلقتها منظمة "الفاو"، وقال: "كنا نتوقع استقالة أو إقالة وزير الزراعة لأنه كلف البلاد الكثير، فضلاً عن أنه تسبب في غضب دولة تربطها بمصر علاقات طيبة هي الشقيقة السودان".
ويعول نور الدين كثيرًا على العلاقات المائية التي تربط مصر والسودان (دولتي المصب لنهر النيل) كـ"عامل مشترك يمكن أن تذوب معه أي خلافات".